بداية تأسيس المركز

بداية فكرة تأسيس الملتقى الثقافي الأهلي:

عند الثامن من يناير عام 1995 تهيأ لعدد من مثقفي البحرين أن يؤسس لتجمع ثقافي اهلي يضم خليطا متجانسا من الأدباء والكتاب والمسرحيين والتشكيلين والملحنين والمغنيين إلى جانب عدد من متذوقي الفنون وأصحاب المواهب الإبداعية الجديدة والمهتمين بالمعرفة في شتى المجالات ، في الوقت ذاته كان الوجيه عبد الرحمن بن جاسم كانو – بمبادرة ذاتية مستقلة وبحكم اهتمامه الشخصي بالثقافة ورغبته في تقديم خدمة وطنية متميزة – قد أكمل إنشاء مبنى من طابقين بساحة النادي بالمنامة وأسماه (مركز عبد الرحمن كانو الثقافي ) وشرع في البحث عن سبل لتشغيله ومن يستفيد بهذا المرفق لتقديم خدمات ثقافية لمجتمع البحرين .

وكانت المصادفة جميلة أن يعرض أبو راشد الاستفادة من مبناه على الملتقى وهو في طور تكوينه الأول ، فقبلت الدعوة وكانت البداية أن مارس الملتقى أنشطته في (ديوانية بو راشد) وهي احدى قاعات المركز ، وكان لابد أن يتم التنسيق مع إدارة النادي الأهلي ليكون الحاضن الرسمي لأنشطة الملتقى لكون المركز منشأ داخل حدود مبناه فكانت استجابة مجلس إدارة النادي إيجابية إلى أبعد حدود.
ومن هنا استطاع الملتقى أن ينظم لقاء اسبوعيا منتظما يعقد بنجاح متواصل مساء كل يوم ثلاثاء دون انقطاع .. تقرأ فيه الأشعار وتؤدى الألحان وتدور المناقشات بطرح العديد من الأفكار والآراء حول مختلف الفنون ، وتمكن من استقطاب العديد من الوجوه الثقافية المتميزة واستضاف شخصيات فنية وفكرية بحرينية وخليجية وعربية تفاعلت مع أعماله وأشادت به منبرا ثقافيا متميزا.

وإزاء هذا النجاح الملفت الذي حققه الملتقى منذ أن مارس تلك الأنشطة برعاية ودعم من سعادة الوجيه عبد الرحمن كانو وفي الإطار العام لتوجهات المؤسسة العامة للشباب والرياضة برئاسة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وقتها ، وانطلاقا من الأهداف التأسيسية للنادي الأهلي ورغبته في استعادة دوره الثقافي العريق ، فقد تبنى النادي هذا التجمع واعتبره الجناح الثقافي لأنشطته المتعددة وقدم إليه كافة التسهيلات اللازمة .

ومع بداية النصف الثاني من عام 2000 م ومع المبادرات الأولى للمشروع الوطني التحديثي الطموح الذي طرحه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى أل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى ، ونتيجة لتطور أعمال الملتقى وطموحه إلى القيام بدور تنويري ريادي ، فرضت بعض المستجدات التنظيمية أن يسعى المؤسسون إلى أن يشهر الملتقى الثقافي الأهلي رسميا كمؤسسة ثقافية اعتبارية مستقلة ضمن المجتمع المدني الواقعة تحت مظلة وزارة الإعلام ولقد تم ذلك بحمد الله وبحسن تفهم المسؤلين بنجاح .

ومن أهم المكاسب التي تحققت خلال تلك الفترة هي الارتباط القوي بين أهداف الراعي الشريك وانفتاح أفق العمل بالملتقى لتحقيق طموحات ثقافية متعددة والفوز بجهود كفاءات متميزة من قيادات النادي الأهلي لتتولى مواقع قيادية في الملتقى الثقافي الأهلي من امثال الأستاذ مبارك العطوي والأستاذ عبد الوهاب العسومي والأستاذ علي كمنجة الذين ارتبطوا جديا بأنشطة الملتقى منذ البداية وقدموا له خدمات جليلة ما كان لأهم المنجزات أن تتحقق لولا جهودهم المخلصة ، وبعد الملتقى كسبهم إلى العمل الثقافي مدعاة فخر واعتداد للساحة الثقافية بالبلاد.

الإشهار

أصدر وزير شئون مجلس الوزراء والإعلام محمد إبراهيم المطوع قرار رقم (1) لسنة 2001م بشأن نشر قيد وملخص النظام الأساسي لجمعية الملتقى الثقافي الأهلي التي تم تسجيلها بوزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام . وجاء في القرار إنه بعد الاطلاع على المرسوم بقانون رقم (21) لسنة 1989 ، بإصدار قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة العاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة.

وعلى القرار الوزاري رقم (4) لسنة 1991 بشأن اللائحة النموذجية للنظام الأساسي للجمعيات والأندية الثقافية والفنية الخاضعة لإشراف وزارة الإعلام، وعلى القرار الوزاري رقم (5) لسنة 1991 بشأن تنظيم سجل قيد الجمعيات والأندية الثقافية والفنية الخاضعة لإشراف وزارة الإعلام، وعلى القرار الوزاري رقم (6) لسنة 1991 بشأن نظام الترخيص للجمعيات وعلى النظام الأساسي لجمعية الملتقى الثقافي الأهلي ، قرر الآتي:

مادة -1-

تم تسجيل جمعية الملتقى الثقافي الأهلي في سجل قيد الجمعيات والأندية الثقافية والفنية الخاضعة لإشراف وزارة شئون مجلس الوزراء والإعلام  تحت قيد رقم (ج-20).

مادة -2-

ينشر هذا القرار وملخص النظام الأساسي المرافق في الجريدة الرسمية ، ويعمل به من تاريخ نشره.

صدر في : 16 ذي القعدة 1421 هـ

الموافق: 10 فبراير 2001م

الراعي الشريك

سيرة عبدالرحمن كانو

عندما احتضن الوجيه عبد الرحمن بن جاسم كانو الملتقى الثقافي الأهلي، وتولى رعايته وتمويل كافة مشاريعه الصغيرة والكبيرة تصور البعض اننا طرقنا باب الرجل وطلبنا منه ذلك، إلا ان الحقيقة هي العكس، وفيها من الدلالات الكثير. فعندما أنجز الوجيه عبد الرحمن كانو مبنى كبيرا ليكون مركزا ثقافيا منفردا بالنادي الأهلي العريق شرع بالبحث عن وسائل فاعلة تجعل من هذا المبنى مكانا يعج بالحياة ومشتلا خصبا لانتاج الثقافة وتداول منتجاتها. وكان قدر الملتقى وهو يتخلق أن يتلقى دعوة كريمة لممارسة انشطته بذلك المبنى لتحقيق غاية نبيلة في نفس رجل محص خياراته جيدا وهو يبحث في سبل الاستثمار ، فرأى ( أن النجاح التاريخي المتواصل لرأس المال في العالم المتقدم غربا وشرقا لا يعود فقط إلى تحقيق العائد المالي فحسب ، وإنما بدرجة أهم إلى وعيه الحضاري المتمثل في دعم تقدم الحياة والمجتمع المحيط به بكافة فئاته وطبقاته ، وعلى الأخص دعم البحث العلمي والأبداع الفكري والعطاء الفني ، وهي العناصر التي تمثل عنوانا للتقدم الحضاري الموازي لتقدمه الأستثماري ) هذا المنطق في الاختيار حمل الملتقى مسئولية مضاعفة ودفع به إلى تخطي كافة العقبات والشكليات والإصرار على النجاح والثبات على عهد التميز والتفرد في الساحة الثقافية بمملكة البحرين .

ولقد اعتبرنا الرجل عند البداية راع اقتصادي لمؤسسة ثقافية وطنية ، وهو أمر مألوف في مجتمعنا ، غير أن مشاركات الصديق عبد الرحمن كانو وفاعلية أدائه في مجلس الإدارة وفي كل الفعاليات ومداخلاته واسئلته واهتمامه بتفاصيل كافة الأنشطة وتواجده المبكر والمنتظم أسبوعيا جعل منه أنموذجا للشريك الحقيقي الذي يريد الإحاطة بكل مايكتنف مشروعه ليهيئ له شروط النجاح.
هذه الشراكة الوطنية لخدمة الثقافة العربية في البحرين يراهن عليها نفر من الذين مازالو يؤمنون بقيمة وأهمية العمل التطوعي في ميدان لابد وأن يكون العمل فيه خالصا لوجه الإبداع الفني والبحث العلمي ، وهو منحى إنساني والتزام اجتماعي .
إن جملة المشاريع الثقافية والعلمية التي أقامها الملتقى بتمويل ودعم من الوجيه عبد الرحمن كانو أتت أكلها في مجتمع البحرين واستطاع الملتقى أن يبرز من خلالها كمؤسسة ذات نفع حقيقي، وما المبنى الجديد الذي قدمه الراعي الشريك مزودا بكافة التجهيزات والمستلزمات بما في ذلك مكتبة تحوي أمهات الكتب العربية في مختلف فروع المعرفة والتي اختارها الرجل بنفسه كتابا كتابا من معارض الكتب على مدى السنوات التي أقيمت بها معارض الكتب بالبلاد لدليل على مستوى جدية هذا الراعي وعمق ضلوعه في هذه المشاركة الطيبة التي لا نملك إزاء مبادرتها النبيلة واستثمار ثباتها على المبدأ سوى أن نشد على يد الراعي الشريك وأن نحييه بامتنان ومحبة، وليتعالى مجد البحرين بالإنسان عليها